تمتلأ الصناعة بالعديد من الألعاب الرائعة، التي قدمت للاعبين تجاربًا لا تُنسى، إلا أنها لم تعاود الظهور في جزءٍ ثانٍ. وتختلف الأسباب حول ذلك، فبعضُ تلك الألعاب لم يحقق النجاح التجاري المنشود، والبعض الآخر يرى أنه أتم إيصال رؤيته بشكلٍ كامل– وهنالك مطور، يُفضل أكل زجاجٍ مكسور على تطوير تكملةٍ لإحدى ألعابه المعروفة!
وفي هذ المقال، نستعرض معًا خمسة ألعاب رائعة لم تحصل على جزءٍ ثانٍ ضمن سلسلة مقالات «خمسة أشياء» التي بدأنا نشرها منذ مدَّة.
-
لعبة Sleeping Dogs
Sleeping Dogs هي لعبة أكشن-مغامرات من تطوير استوديو United Front Games ونشر شركة Square Enix. صدرت للمرة الأولى في 2012 على PC و Xbox 360 و PS3 وتوفرت لاحقًا على أجهزة PS4 و Xbox One.تدور أحداث هذه اللعبة في مدينة «هونج كونج»، وتحكي قصة ضابط الشرطة الصيني-الأمريكي السرِّي Wei Shen والذي أُوكِلَ إليه مهمة التسلل إلى منظمة Sun On Yee Triad الإجرامية.
حصلت هذه اللعبة على تقييمات إيجابية وقت إصدارها، ووصلت مبيعاتها لأكثر من مليون ونصف المليون نسخة عالميًّا عقب عامٍ واحدٍ على الإطلاق. وفي أعقاب هذا النجاح الكبير، أعلن استوديو United Front بدء عملية تطوير جزءٍ ثانٍ منها في أوائل عام 2013، مؤكدًا أنه مشروعٌ طموحٌ للغاية. ولكن، تفاجأ الجميع بإلغاء المشروع في نهايات نفس العام، قبل أن يدخل المطور في مشكلات مالية لا حصر لها، ويغلق أبوابه بسبب الإفلاس في أكتوبر 2016.
-
لعبة L A Noire
L.A. Noire هي لعبة بوليسية ومغامرات من تطوير استوديو Team Bondi ونشر شركة RockStar Games. صدرت في مايو 2011، على جهازيّ PS3 و Xbox 360 وبعد مرور ستة أشهر انطلقت على PC. وبحلول نوفمبر 2017، وصلت إلى أجهزة PS4 و Xbox One و Nintendo Switch.
تدور أحداث هذه اللعبة في لوس أنجلوس عام 1947، وتتبع قصة المحقق Cole Phelps الذي حصل على ترقية بين صفوف إدارة شرطة المدينة، عقب حل مجموعة من القضايا عبر خمسة أقسام مختلفة تابعة للإدارة. إلى أن جاءت تلك اللحظة التي كُلِّف فيها بالتحقيق في حلقة توزيع مادة «المورفين» والتي تضم مجموعة من زملائه السابقين خلال الحرب العالمية الثانية. تأخذ القصة مُنحنًا شخصيًا وآخر دراميًّا ليس في الحسبان، وتضع اللاعبين في تجارب مكثَّفة ورائعة.
حققت هذه اللعبة مبيعاتٍ قوية، قُدِّرت بحوالي 5 ملايين نسخة في فبراير 2012. ومع ذلك، كان مطورها “Team Bondi” قد أغلق أبوابه في أكتوبر 2011 في ظروفٍ غامضة– مع العلم أن L.A. Noire هي اللعبة الأولى والوحيدة التي عكف على تطويرها، منذ تأسيسه في 2003.
أما عن الجزء الثاني، ففي الحقيقة، أكَّد ناشرها Rockstar Games في 2012 أنها واحدة من أقوى السلاسل التي يمتلكها، وأن الباب مفتوحٌ للاحتمالات كافَّة– ومع ذلك، مرَّت ثمانية سنوات منذ ذاك التصريح، ولا جديد.
-
لعبة Sunset Overdrive
Sunset Overdrive هي لعبة أكشن مغامرات وتصويب، من تطوير استوديو Insomniac Games ونشر Xbox Game Studios. انطلقت في 2014 على Xbox One وتوفرت على PC بعد ذلك بأربعة أعوام.
تدور أحداث اللعبة عام 2027، في مدينة خيالية تدعى “Sunset City.” يتحكم اللاعب في شخصية FizzCo الذي يتعين عليه محاربة البشر الذين تحولوا إلى كائنات ممسوخة بعد شرب مشروب الطاقة FizzCo واسمهم في اللعبة “Overcharge Drinkers”.
يمتلك استوديو Insomniac Games حقوق اللعبة بالكامل، وهو ما دفعه للإعلان في سبتمبر 2018 عن رغبته في تطوير جزءٍ ثانٍ منها– ولكنه كان في حاجة إلى شريكٍ جديدٍ ليخلف Xbox. وعلى الرغم من استحواذ شركة Sony على هذا المطور العام الماضي، إلا أن مدير الأخيرة وقتذاك Shawn Layden أكَّد أن تطوير لعبة Sunset Overdrive 2 لا يمثل أولوية لشركة Sony أو حتى استوديو Insomniac أيضًا.
-
لعبة Vanquish
Vanquish هي لعبة أكشن وتصويب من منظور الشخص الثالث، من تطوير استوديو PlatinumGames ونشر شركة Sega. صدرت للمرة الأولى على X360 و PS3 في 2010. وبعد مرور سبع سنوات، انطلقت على الحاسوب. ووصلت هذا العام لجهازيّ PS4 و Xbox One أخيرًا.حصلت اللعبة على تقييمات إيجابية، ووصلت مبيعاتها إلى 830,000 نسخة على X360 و PS3 بحلول مارس 2011. أما نسخة الحاسوب الصادرة قبل عامين، فعلمنا أنها تجاوزت 200,000 نسخة بحلول ديسمبر 2018.
ومع ذلك، لا حديث عن جزءٍ ثانٍ منها بشكل رسمي حتى اللحظة.
-
لعبة Spec Ops: The Line
حدثتكم في بداية المقال عن مطورٍ يُفضِّلُ أكل زجاجٍ مكسور على تطوير جزءٍ ثانٍ من لعبته. إنه مطور لعبة Spec Ops: The Line استوديو Yager Development الذي أطلق هذه اللعبة للمرة الأولى في 2012. وعلى الرغم من أنها الجزء العاشر ضمن سلسلة Spec Ops ككل، إلا أنها تعتبر بمثابة الجزء الأول؛ إذ قرر ناشروها تغيير تصورهم لها والبدء من الصفر “Reboot”.يأخذ اللاعبون هنا دور Captain Martin Walker الذي أُرسِلَ إلى مدينة دبي الإماراتية في أعقاب كارثةٍ ضربتها، رفقة فريق Delta Force في مهمة استكشافية. وبمُضي القصة قدمًا، يبدأ عقل Walker بالتدهور بالتزامن مع تجوله في الأرجاء وعيشه أهوال الحرب.
حصلت اللعبة على إشادة نقدية كبيرة، وحصلت على جوائز عديدة، فيما تصنف كواحدة من أكثر الألعاب المظلومة “Underrated” على الإطلاق. وعلى ذلك، لم تحقق اللعبة النجاح التجاري المنشود لناشرها 2K Games و Take-Two واُعتُبِرَت فاشلة من الناحية التجارية.
ولا يبدو أننا قد نرى جزءًا ثانيًّا منها على الإطلاق مرةً أخرى.