كلما طالت مدة عمل شركة تطوير ألعاب الفيديو، زاد عدد الألعاب التي تبتكرها، وتتوسع شيئًا فشيئًا في قصص وعوالم هذه الألعاب، وفي النهاية قد تتخطى عالمها الخاص وتبدأ في الاندماج مع عالم سلسلةٍ اخرى، وتستمتع بعض الشركات بصنع أكوان مشتركة لسلاسل ألعاب طويلة، ومن الأمثلة الأكثر كلاسيكية لمثل هذه الممارسة هو مشاركة Mario و Donkey Kong في نفس العالم والتعاون معًا في بعض المغامرات والسباقات والحفلات.
ومع ذلك قد لا يكون الاشتراك في العوالم واضحًا جدًا دومًا، حيث يمكن في بعض الأحيان أن تكون أوجه التشابه بين عوالم سلسلتين مختلفين مخفيةً بعض الشيء، ولن يدرك سوى اللاعب اليقظ والفضولي أن أحداثهما تجري بنفس الكون تمامًا، حيث يمكن للمطورين أن يتستروا للغاية بشأن هذا الأمر، ويتركوا القليل من الأدلة المخفية لعشاق ألعابهم التي تشير إلى حقيقة تشارك ألعابهم المفضلة بنفس الكون أو العالم.
لهذا السبب دعونا نحاول الغوص في مقال اليوم ضمن سلسلة مقالات توب 5 أو Top 5 بعالم غريب من ألعاب الفيديو التي تشترك في نفس الكون، ونكتشف معًا بعض أكثر المفاهيم جنونًا في عالم ألعاب الفيديو.
Donkey Kong و Rareware
يُعرف على نطاق واسع أن Donkey Kong أحد الأعضاء الرسمية في عالم Mario، لكن قد لا يدرك بعض معجبيه أنه يشارك عالمه أيضًا مع العديد من سلاسل الألعاب الأخرى!، حيث أن عالم Donkey Kong أو عالم Rareware، هو مفهوم أن جميع الشخصيات الشهيرة في Rareware هي في الواقع جزء من نفس العالم، الذي يشمل على الكثير من الشخصيات مثل Banjo و Kazooie و Conker، وبالطبع Donkey Kong، وعلى الرغم من عدم وجود العديد من لقاءات هذه الشخصيات معًا على الشاشة، فإن المشاهد القليلة الموجودة تؤكد تشاركهم في عالمٍ واحد.
أحد الأدلة التي يتم ذكرها بشكل متكرر على ذلك هو قصة Diddy Kong Racing في اللعبة، حين يقوم Diddy Kong بتجنيد Banjo و Conker لمساعدة طاقمه على هزيمة ساحر شرير يُعرف باسم Wizpig، وتُظهر اللعبة بشكل مباشر جميع شخصيات Rareware التي تعيش بجوار بعضها البعض.
Sleeping Dogs و Just Cause
تبدو عوالم Sleeping Dogs و Just Cause منفصلة وذو طابعٍ مختلفٍ تمامًا، ومن الواضح أن لعبتي الفيديو ليس لديهما الكثير من القواسم المشتركة، حيث تهدف إحداهما إلى تصوير هونغ كونغ التي تمزقها الجريمة بشكلٍ واقعي، والأخرى تصور مقاتلًا مجنونًا يكافح من أجل الحرية والإطاحة بالديكتاتوريين عن طريق إلصاق الناس بالطائرات وتفجيرهم في منتصف الرحلة، ومع ذلك فقد أنشأت هاتان اللعبتان رابطًا صغيرًا يجمع أكوانهما معًا.
حيث يظهر موقع Just Cause 2، جزيرة باناو بشكل موجز في عالم Sleeping Dogs، وينوه أحد الإعلانات التجارية على محطة الراديو داخل اللعبة المسماة Ninja Tune عن ملاذ مريح للعطلات في هذا الموقع المحدد، ويذكر الإعلان التجاري جزيرة باناو بالاسم ويتضمن وصفًا مقنعًا لبعض الأماكن التي يمكن زيارتها هناك، مثل كازينو باناو فولز وفندق ثري كينجس، ولدى كلا هذين الموقعين أماكن فعلية يمكن زيارتها وتفجيرها في Just Cause 2، كما أن هذا الإعلان ليس الدليل الوحيد لعلاقة عالم Just Cause 2 مع Sleeping Dogs، حيث هناك أيضًا ملابس لـ Rico يمكن فتحها لـ Wei Shen أيضًا، ولا ندري ما الروابط التي يمكننا إيجادها لاحقًا كذلك.
Assassin’s Creed و Watch Dogs
بالنظر إلى الطريقة التي يروي بها كلٌ من سلسلة Assassin’s Creed و Watch Dogs قصصًا عن مجموعات سرية تقاتل ضد حُكامٍ أو مؤسساتٍ ضخمة وظالمة، فمن المنطقي أن نجدَ ربطًا بين السلسلتين بشكلٍ أو بأخر، وهناك Easter Egg في 4 Assassin’s Creed تشير إلى ذلك الربط بالضبط.
حيث تجري أجزاء العصر الحديث من قصة السلسلة في المقر الرئيسي لشركة Abstergo Entertainment، وهي شركة تديرها جماعة الـ Templar التي تقوم بتطوير وحدة تحكم ألعاب من مشروع Animus، ويمكن للاعبين التجول في مكاتب Abstergo واكتشاف بعض الأسرار، ومن خلال اختراق أحد أجهزة الحاسب في المكتب، يمكن للاعب الوصول إلى رسالة تحتوي على عرض تقديمي من شركة Blume Corporation، الخصوم الرئيسيين لسلسلة Watch Dogs، ويرتبط العرض التقديمي بأحدث منتج لهم، الذي يسمى ctOS، وهو نظام تشغيل قادر على ربط جميع الأجهزة الإلكترونية في منطقة حضرية، وهو إشارة أخرى إلى نفس النظام المثبت في شيكاغو بلعبة Watch Dogs.
في حين أن هذه الرسالة هي في الغالب إيماءة صغيرة لأول لعبة Watch Dogs، إلا أن العلاقة التي تنشئها بين اللعبتين لها معنى كبير، وتتناسب تمامًا مع مخطط فرسان الهيكل للتحكم الكامل بالعالم.
BioShock و Gone Home
الكون المشترك بين Gone Home و BioShock شيءٌ مثيرٌ للفضول، لأنه يتضمن اعترافًا صريحًا من المطور برغبته بربط عوالم الألعاب معًا منذ البداية، حيث كشف Steve Gaynor كاتب Gone Home والمؤسس المشارك لشركة Fullbright في عام 2018، بالبودكاست الخاص به Tone Control كيف يتصل عالم Gone Home بعالم BioShock حسب رؤيته، وأوضح كيف أن الأشياء التي تحدث في DLC 2 Bioshock، Minerva’s Den، لها تأثير على ما يجري في Gone Home.
والرابط الأكثر قوة بين Gone Home و Bioshock هي لعبة فيديو في Gone Home تسمى “Super Spitfire”، وفي الواقع اسم اللعبة هو إشارة إلى لعبة في 2 Bioshock، والتي تسمى فقط “Spitfire”، وقد تم نشر اللعبة في Gone Home بواسطة CMP Interactive، وهي الأحرف الأولى لبطل Minerva Den، Charles Milton Porter، ووفقًا لـ Gaynor قرر Porter أخذ “Spitfire” إلى السطح بعد أن نجت من أحداث 2 Bioshock!.
Doom و Wolfenstein
لا تكمن المتعة الوحيدة في تشارك عوالم ألعاب ID Software في خلق اتصالٍ بين عوالم Doom و Wolfenstein، ولكن أيضًا في فعل الشيء نفسه بالنسبة لأبطال هذه الألعاب، حيث تستكشف Wolfenstein جزءًا كبيرًا من أصول بطل السلسلة ، William Blazkowicz، وتظهر لنا ابنه Arthur Blaze ثم حفيده William Joseph Blazkowicz الثاني، وهذا شيءٌ مهم لأن عائلة Blazkowicz أصبحت هدفًا لشيطان قوي في لعبة Wolfenstein RPG، حيث يتم استدعاء الشيطان الذي يدعى Harbinger of Doom، من قبل النازيين، ويتحتم على Blazkowicz هزيمته بتفجير ذراعه وقدمه ثم إعادته إلى أعماق الجحيم، لكن يتعهد الشيطان بتعذيب عائلة Blazkowicz لنهاية الزمان قبل أن يختفي.
يمكن أيضًا مواجهة الشيطان نفسه في Doom، حيث يُعرف باسم “Cyberdemon”، و الاسم هنا إشارة واضحة إلى ذراعه وساقه الميكانيكية البديلة، حيث أن أطرافه الحقيقية العضوية مفقودة بشكل غريب، وبالنظر إلى عدد المرات التي يجبر بها Doomguy على مواجهة Cyberdemon، فمن المحتمل جدًا أنه يكون أحد أفراد عائلة Blazkowicz، كما أكد Tom Hall المؤسس المشارك لشركة ID Software، هذه النظرية في موضوع طرح في تغريدة على التويتر في عام 2018.
في الختام … تكلمنا في مقال اليوم عن 5 ألعاب فيديو شهيرة تتشارك الكون أو العالم نفسه، وقد لا يعلم الكثير منا عن الرابط أو القاسم المشترك بين هذه الألعاب، وسنتابع الحديث عن ما تبقى من المقال قريبًا وحتى ذلك الوقت أطلب منكم أن تتفضلوا بقراءة مقالنا السابق بعنوان “7 نصائح هامة ستفيدك قبل لعب Dead Space Remake“.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل لديكم ألعابٌ أخرى تتشارك الكون أو العالم نفسه؟