هناك عوامل عديدة يجب مراعاتها قبل إعادة إنتاج (Remake) لعبة فيديو، مثل كيفية تحسينها مع الحفاظ على جوهر اللعبة الأصلية، وما هي الجوانب التي يمكن تطويرها، وكيف يمكن استغلال التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تجربة اللعب. السؤال الأهم هو ما إذا كان هناك طلب فعلي على إعادة الإنتاج.
كانت بعض الألعاب مثل Final Fantasy VII مطلوبة بشدة من جمهورها لعقود، مما جعل إعادة إنتاجها نجاحًا مضمونًا. كما أن نجاح Resident Evil 2 Remake دفع شركة Capcom للعمل على إعادة إنتاج الألعاب اللاحقة بسبب الاهتمام الكبير بالسلسلة.
ولكن في بعض الأحيان، تقرر الشركات إعادة إنتاج لعاب لم يطلبها أحد. إذا كانت اللعبة متوفرة على أجهزة الجيل السابق أو كانت سيئة أو منسية، فإن إعادة إنتاجها غالبًا ما تبدو محاولة تجارية بحتة ولا تحقق النجاح المتوقع.
هذا يثير التساؤل حول سبب الموافقة على إعادة إنتاج هذه الألعاب التالية، رغم أنه كان واضحًا أن الجمهور لم يكن يرغب بها.
7. GoldenEye 007
كانت لعبة GoldenEye 007 الأصلية علامة فارقة في عالم ألعاب الفيديو، إذ أثرت بشكل كبير على ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول بفضل تحكمها السلس، وأسلوب لعبها القائم على المهام، وتصميم مراحلها المتقن، ونمط اللعب الجماعي المتميز. لذلك عندما تم الإعلان عن إعادة إنتاج اللعبة في عام 2010، كان عشاق جيمس بوند متحمسين للغاية.
لكن هذا الحماس تحول سريعًا إلى خيبة أمل عندما تبيّن أن النسخة الجديدة من GoldenEye 007 تحمل الاسم فقط دون الروح الأصلية. نظرًا لأن Daniel Craig كان يؤدي دور جيمس بوند في الأفلام في ذلك الوقت، تم تصميم الشخصية في اللعبة لتشبهه بدلًا من Pierce Brosnan، الذي أدى دور العميل السري في النسخة الأصلية.
لجعل اللعبة تتماشى مع حقبة بوند الحديثة، تم حذف الحوار مع Q وMoneypenny قبل المهام، لأن الشخصيتين لم تظهران في سلسلة الأفلام الجديدة حينها. كما تم تعديل علاقة بوند بالشرير الرئيسي Alec Trevelyan، مما أبعد القصة عن المادة الأصلية.
الأمر الأكثر إحباطًا هو أن إعادة تصميم المستويات جعلت اللعبة مختلفة تمامًا عن نسخة N64 الأصلية، مما صدم اللاعبين الذين أرادوا تجربة الشعور القديم.
المفارقة أن اللعبة كانت جيدة في حد ذاتها، لكنها كانت بعيدة جدًّا عن اللعبة الأصلية، لدرجة أن تسميتها إعادة إنتاج بدت غير صادقة.
6. The House Of The Dead Remake
كانت لعبة House of the Dead مميزة بين ألعاب التصويب بالمسدس الضوئي في أواخر التسعينيات، ليس فقط بسبب مشاهدها الدموية، ولكن بفضل تركيزها على تدمير البيئات، وإنقاذ الناجين، واستهداف نقاط ضعف الأعداء. حصلت اللعبة على إشادة كبيرة أيضًا لتقديمها مسارات متعددة تضيف قيمة إعادة اللعب.
عندما أعلنت MegaPixel Studio عن إصدار إعادة إنتاج في عام 2022، أثيرت مخاوف حول كيفية تكييف أسلوب اللعب مع الأجهزة الحديثة التي لا تدعم المسدسات الضوئية.
وكانت النتيجة مخيبة. ألعاب الـzombie rail-shooter مثل هذه لا تعمل بشكل جيد مع عصي التحكم التناظرية أو الأزرار. رغم وجود خيارات تحكم متعددة، إلا أنها كانت إما غير دقيقة، أو حساسة بشكل مفرط، أو صعبة الاستخدام. المفارقة هي أن التكنولوجيا الحديثة بدت وكأنها تتراجع، حيث فشلت الأجهزة الحديثة في تقديم دعم لنظام بسيط كان يعمل بسلاسة في أجهزة التسعينيات.
كان هناك جزء أساسي من النسخة الأصلية يتمثل في الحاجة إلى إطلاق النار بعيدًا عن الشاشة لإعادة تعبئة السلاح، مما يضع اللاعب في لحظة ضعف مؤقتة ويزيد من التوتر، لكن في النسخة المعاد إنتاجها، تم تقليل هذه الحماسة بشدة حيث يمكن إعادة تعبئة الذخيرة بضغط زر فقط. رغم أن الزومبي في النسخة الجديدة ظهروا بأفضل مظهر لهم، إلا أن التجربة فقدت روحها دون نظام التحكم التقليدي.
حتى لو كانت خيارات التحكم قد حُسِّنَت، فإن النسخة المعاد إنتاجها كانت لتظل فقيرة في المحتوى، حيث لم تضف إلا أوضاعًا إضافية قليلة وغير مثيرة. بالنظر إلى الوراء، كان من الأفضل إعادة إصدار نسخة 1997 الأصلية مع جهاز ملحق يمكن أن يحل محل المسدس الضوئي.
5. XIII
كانت لدى لعبة XIII الصادرة عام 2003 بعض المعجبين، لكنها لم تخلُ من العديد من المشاكل. على الرغم من أن تصميمها كان رائعًا وصوت الشخصيات كان متقدمًا بالنسبة لوقتها، إلا أن اللعبة عانت من معارك تفتقر إلى الهدف، ومراحل غير منظمة، وذكاء اصطناعي ضعيف، ونظام أسلحة غير متوازن.
نظرًا للاستقبال المتباين للنسخة الأصلية، كان من الغريب أن تقرر PlayMagic إطلاق نسخة معاد إنتاجها. والأغرب أن نسخة 2020 اعتُبرت واحدة من أسوأ الألعاب في العقد. بدت النسخة الجديدة وكأنها غير مكتملة، حيث امتلأت بالأخطاء التقنية والمشاكل الصوتية. ورغم أن الرسومات الأصلية كانت من أبرز نقاط قوتها، إلا أن التصميم الفني الذي يعتمد على أسلوب التظليل الكرتوني (cel-shaded) تم تقليصه بشكل غير مفهوم، مما جعل النسخة الجديدة تبدو كأي لعبة تصويب عادية ومملة.
أدى الاستقبال السيئ للنسخة المعاد إنتاجها إلى زيادة مبيعات النسخة الأصلية، حيث تفوقت مبيعات اللعبة القديمة البالغة 17 عامًا على النسخة الجديدة خلال أسبوعها الأول في المملكة المتحدة. بسبب سوء التعامل مع المشروع، فقد الناشرون الثقة في PlayMagic واضطروا لتوظيف Tower Five لإصلاح المشكلات.
الأسوأ من ذلك هو أن هذه الفوضى تركت سمعة اللعبة في حالة يرثى لها، مما يجعل احتمال إحيائها مرة أخرى شبه مستحيل.