سنستكمل في هذا المقال حديثنا عن أفضل ألعاب Batman وسيكون مخصصاً لسلسلة باتمان أركام التي طورها روكستيدي. لمن يود يمكنه الاطلاع على الجزء الأول للتعرف على أفضل ألعاب الرجل الوطواط ما قبل ألعاب باتمان أركام.
Batman: Arkham Origins
في العام 2013 قرر روكستيدي أخذ استراحة محارب من ألعاب باتمان فتولى فريق WB Games Montréal تطوير لعبة تروي لنا الأحداث قبل قصص لعبتي Batman: Arkham Asylum و Batman: Arkham City. وتتبع باتمان عندما كان شاباً وأقل خبرة حيث يصبح هدف لمجرمي غوثام سيتي عشية عيد الميلاد.
كان غياب روكستيدي واضحاً في العديد من النواحي، حيث كان ينقص القصة الكثير من الإبداع مع الآسف، وكنت تستطيع توقع الأحداث التي ستجري في اللعبة بشكل واضح جداً. كما أن هناك نقاط ضعف يمكن تسجيلها على جانب القتال رغم أن المطور حاول أن يضيف بعض الأمور الجديدة مثل مراحل التحقيقات في الجرائم، كما يمكننا الإشادة بأسلوب تصميم المعارك مع الزعماء في اللعبة.
على الرغم من أن المكان هو نفسه، إلا أن مدينة جوثام المغطاة بالثلوج تبدو رائعة للغاية، وهذا التغيير الذي يبدو صغيراً يجعل المدينة تبدو جديدة. للقصة نصيبها من اللحظات الرائعة، خاصة في أول فصلين منها. أخيرًا، نظام القتال جيد تقريبًا مثل Arkham City، ويمكن القول إنه يقدم بعض التحسينات في بعض الأماكن. ما يميز هذا الجزء فقط وجود نظام اللعب الجماعي لكن التطبيق مع الأسف كان سيء جداً يعيبه أنميشن الشخصيات والتصويب وحتى أن باتمان و روبن كانا شخصيات ضعيفة وتموت بسرعة.
Batman: Arkham Asylum
تعتبر هذه اللعبة هي بداية دخول روكستيدي لعوالم باتمان، حيث صدرت بالعام 2009، القرار الحكيم للمطور في هذه اللعبة كان باعتماده على القصص المصورة بأحداثها وعدم نسخ سيناريوهات الأفلام، وتسليم كتابة القصة للكاتب المخضرم “Paul Dini” وإخراج “Sefton Hill” وهنا ضمن الحصول على حبكات قصصية متقنة وبناء شخصيات رائع مع التركيز على السينمائية بعالم يسوده الغموض والخوف وطريقة السرد نفسها كانت غير مسبوقة.
لكن هذه اللعبة وعلى عكس باقي أجزاء السلسلة لم تقدم عالماً مفتوحاً مليئاً بالأنشطة، بل اعتمدت تصميم عالم شبه خطي يأخذك من منطقة إلى أخرى مع اتباع نمط تصميم Metroidvania، والسبب طبعاً أن اللعبة تدور أحداثها بالكامل داخل أسوار Arkham Asylum. وهذا ساهم في منحنا قصة ذات سرد متين وقوي، بجانب القصة رأينا إبداعاً في تقديم أسلوب اللعب حيث شهدنا نظام قتال ممتع مع معدات كثيرة يمكننا الاعتماد عليها بجانب تقديم أسلوب القتل الخفي.
لكن يعيب هذه اللعبة ربما أنها كانت أقل تطوراً تقنياً ورسومياً من أجزاء باتمان أركام الأخرى، كما شهدنا فيها تكراراً لمعارك الزعماء.
Arkham Knight
تميزت هذه اللعبة بقصة مثيرة وهي هذه المرة لا تكتفي بمواجهة باتمان لمجموعة من الأشرار إنما تغوص بأعماق عقل Batman بطريقة مثيرة. تحريض الحلفاء ضد بعضهم البعض مع تقديم شخصية مثيرة جديدة هي أركام نايت التي نكتشف هويتها الحقيقية مع التقدم باللعب.
أيضاً ما يميزها أنها تعتبر اللعبة الأولى بين ألعاب روكستيدي التي قدمت خريطة جوثام كاملة عوضًا عن منطقة أركام فقط، ومع كبر حجم الخريطة كان لا بد من إضافة وسيلة للتنقل وهنا جاء دور Batmobile وهي ميزة طال انتظارها، التي تضاربت الآراء حولها فالبعض وجدها عنصراً مميزاً جدد الجيمبلاي والبعض وجد أن التحكم بها كان سيئاً وأنها ربما أثرت على أداء اللعبة، وحتى أن البعض يقول بأنها تسببت ببعض الضرر والتردد في سير قصة اللعبة وتضيف امتدادات متكررة أكثر استقطابًا من أي جزء آخر من التجربة تقريبًا. إذا كان شخص ما من محبي قتال الدبابات، فقد يحب هذه اللعبة أكثر من أي من الإدخالات الأخرى في سلسلة Rocksteady.
كذلك المهام الجانبية أضفت روعة كبيرة على التجربة لأن كل منها يرتكز على عدو ومخططاته ولها طريقة خاصة لإنهاء مهامها مثل Two-Face الذي يقوم بسرقة البنوك ما يضيف جانباً جديداً مع المعارك المؤقتة، ويتطلب القضاء على Man-Bat الاستماع إلى صدى صرخات تحديد المواقع خاصته ومن ثم الهجوم عليه من الهواء. تصبح بعض المعارك.
Arkham City
وصلنا للمركز الأول الآن، فلعبة Batman: Arkham City لا تشوبها شائبة تقريباً. فتصميم المراحل وحجم خريطتها يمثلان قفزة كبيرة مقارنة بسابقتها، Arkham Asylum. مع هذا الجزء وضع Rocksteady Studios أسساً وعناصر لا تزال تؤثر على الألعاب حتى اليوم. فالقتال سلس ومؤثر، واجتياز العالم المفتوح مُرضٍ، والسرد يبدأ بقوة ولا يهدأ أبداً. ومن الأمثلة على تأثير هذه اللعبة على ألعاب أخرى لاحقاً نذكر أن Arkham City كانت أول من ابتدعت أسلوب الضغط المستمر على أزرار الضربات ثم زر الـCounter Attack في القتال، وهو ما اقتبسته ألعاب من بعدها خاصةً لعبة Marvel’s Spider Man.
ولعل أكثر ما ميزها هو أن عالمها المفتوح كان يشجع اللاعبين على الاستكشاف لامتلائه بمحتويات جانبية غير مكررة والتي تتنوع بين الألغاز وقتال الأعداء ومعرفة المزيد عن المدينة. ومن ضمنها مهمات لأعداء باتمان الكلاسيكيين مثل Bane و Deadshot و Mad Hatter والمزيد.
كل شيء في Arkham City يتفوق على كل ألعاب باتمان الأخرى تقريباً. مع حجم أكبر بخمسة أضعاف من Arkham Asylum، كانت Arkham City مليئة بأشرار باتمان الأيقونيين، والمواقع، والشخصيات، والتلميحات. قتالها موسع ومحسّن. القصة تركز على باتمان من الدرجة الأولى. طريقة لعبا سلسة لا تشوبه شائبة. باتمان: أركام سيتي هي لعبة مثالية دون مبالغة.
حاولت الألعاب اللاحقة في السلسلة الابتكار، لكن لم تنجح أي منها في مضاهاة طريقة اللعب شبه المثالية في Arkham City. أي شخص يبحث عن الطريقة الأكثر ملحمية للعب بشخصية فارس الظلام في لعبة فيديو يجب أن يتوجه فوراً للعبة باتمان: أركام سيتي.
هذه كانت قائمتنا لأفضل ألعاب باتمان على مر التاريخ، طبعاً هذه مبنية على تجربتنا للعبة لكن قد يختلف البعض بذوقه الشخصي عن رأينا نحن لذا نود أن نسمع آرائكم فما هي اللعبة الأفضل بالنسبة لكم في تاريخ سلسلة ألعاب Batman، وبعد فشل روكستيدي مع لعبة Suicide Squad هل تعتقدون أن الأفضل له أن يعود لتقديم تجارب قصصية مميزة على غرار باتمان أركام؟